من نحن

نحن شركة عالمية بجذور سعودية، نقدم حلول تطوير المشاريع والإنشاءات الهندسية والحلول الرقمية.

أعمالنا

بخبرتنا الهندسية العريقة وأحدث التقنيات العالمية، ننجز مشاريع ضخمة لعملائنا وشركائنا.

قطاعاتنا

تمكننا خبرتنا الواسعة في مختلف القطاعات من مواكبة الاحتياجات المتغيرة لعالمنا المتسارع.

كيف يمكن أن تساهم الطاقة المتجددة في تحقيق أمن الطاقة؟

كيف يمكن أن تساهم الطاقة المتجددة في تحقيق أمن الطاقة؟

يمكن أن تساهم الطاقة المتجددة في تزويد العالم بمصدر مستدام وآمن للطاقة من خلال تسخير التطور في قطاعي التقنية والطاقة المتجددة.

مع الارتفاع المستمر في أسعار الطاقة حول العالم، تتحول الأنظار من جديد نحو الطاقة المتجددة. ولا تقتصر أهمية مصادر الطاقة المتجددة على كونها بديلاً مستداماً وأقل تكلفة للنفط والغاز، فهذه المصادر تمثل أيضاً الطريق الأمثل لضمان أمن الطاقة. ومن خلال تعزيز إمدادات الطاقة الطبيعية على كوكب الأرض، تلعب الطاقة المتجددة دوراً حيوياً بوصفها حلاً مستداماً لتحقيق الأمن لجميع دول العالم.

 

على مدى عقود طويلة، كان الوقود الأحفوري المصدر الرئيسي لدعم النمو الاقتصادي، إلا أن الأمر اختلف اليوم مع اكتشاف مخاطره العديدة. فمن جهة، يسهم الوقود الأحفوري بشكل مباشر في زيادة الاحتباس الحراري، مما يؤدي إلى عرقلة الجهود المبذولة للحد من ظاهرة التغير المناخي. ومن جهة أخرى، فإن الاعتماد المفرط على الوقود الأحفوري يُعرِّض أمن الطاقة العالمي للخطر.

وقد ألقى الارتفاع الكبير في أسعار النفط والغاز بظلاله على الشركات والأفراد وصناع السياسات الذين تأثروا بالتضخم والاضطراب الاقتصادي الناجم عن هذا الارتفاع، مما ساهم في إعادة تسليط الضوء على مصادر الطاقة المتجددة وأهميتها كبديل آمن وغير مكلف للطاقة. ولكن على الرغم من هذا الاهتمام المتجدد، لا يزال الطريق نحو الاعتماد الكامل على مصادر الطاقة المتجددة غير واضح. 

وإدراكاً منا لأهمية الطاقة المتجددة ودورها في تحقيق أمن الطاقة على مستوى العالم، بذلنا في الفنار للمشاريع جهوداً متواصلة مع شركائنا لتوفير حلول ترسي الأسس لاعتماد الطاقة المتجددة كجزء لا يتجزأ من البنية التحتية المستقبلية للطاقة.

 

مخاطر الوقود الأحفوري

طوال عقود خلت، اعتمد النمو الاقتصادي على النفط والغاز كمصادر أساسية للطاقة. ولكن نظراً لندرة هذا النوع من المصادر وتركزه في مناطق معينة، تضطر الدول التي تفتقر لإمدادات مكافئة من مصادر الطاقة الطبيعية لاستيراد إمدادات الطاقة التي تحتاجها من الخارج.

أما فيما يتعلق بالمستوردين، فإن العديد من الدول التي تعتمد على الاستيراد لتأمين الطاقة تلجأ إلى الدول المجاورة لها. فعلى سبيل المثال، جاءت نحو ثلاثة أرباع واردات النفط والغاز في دول الاتحاد الأوروبي من دول مجاورة لها، وعلى رأسها روسيا.

ولكن، مع ارتفاع أسعار النفط والغاز واهتمام العديد من الدول بموضوع أمن الطاقة باعتباره من القضايا المُلِّحة، يواجه نظام التصدير والاستيراد هذا تحديات ومعوقات عدة. فقد أدرك الكثيرون اليوم أن الطاقة الخضراء هي الحل الأنسب لتوطين إنتاج الطاقة وتحقيق أمن الطاقة.

ولضمان توفير مصادر موثوقة للطاقة يمكن للشركات والأفراد الاعتماد عليها في جميع الأوقات، لجأت بعض الدول إلى مواجهة هذا النقص في إمدادات الطاقة الخضراء من خلال مضاعفة اعتمادها على مصادر الوقود الأحفوري المحلية. ولكن على الرغم من أن تكثيف إنتاج النفط يسهم في ضمان إمدادات الطاقة بشكل فوري، إلا أن المخاطر البيئية المترتبة عليه تزيد حجم الضرر الواقع على البيئة. وبالتالي، نظراً إلى اعتماد الدول حول العالم على مصادر الطاقة الموجودة بالفعل لسد حاجتها، فقد أصبح من غير المرجح تحقيق طموحات الأمم المتحدة المتمثلة بتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى النصف بحلول عام 2030.

 

ما هي حلول الطاقة المتجددة؟

في ضوء الاتفاقيات العالمية التي تشجع الدول على الابتعاد عن مصادر الطاقة المحملة بالكربون والتوجه نحو مصادر الطاقة الدائرية والمتجددة، تساهم الاستثمارات الجديدة في الطاقة المتجددة والتمويل المخصص لإنتاجها في دعم الابتكار في مجال الطاقة النظيفة. وعلى عكس أنواع الطاقة الأخرى، يمكن إنتاج الطاقة المتجددة في عدة مواقع مختلفة، مما يجعلها غير محصورة في نقاط جغرافية معينة. ونظراً لهذه الإمكانية لإنتاج الطاقة المتجددة في أي مكان مبدئياً، فقد أصبح بإمكان الدول تخفيف اعتمادها على الطاقة المستوردة من الخارج.

علاوةً على ذلك، ومع ارتفاع أسعار الوقود الأحفوري، تبقى مصادر الطاقة المتجددة الحل الأمثل من حيث التكلفة. فبفضل الابتكارات المستمرة، تنخفض تكلفة مصادر الطاقة هذه يوماً بعد يوم. ومن أبرز الأمثلة على التحسن في كفاءة الطاقة المتجددة هي الطاقة الشمسية؛ فقد برز خلال العقد الماضي كم هائل من الابتكارات الجديدة التي تساهم في رفع المستويات المتدنية لكفاءة الخلايا الشمسية الحالية. فقد نجح الباحثون في بعض النماذج الأولية في رفع نسبة كفاءة تحويل الطاقة إلى 47.1%، أي ضعف الكفاءة التي تحققها النماذج الكهروضوئية اليوم. ووفقاً للمنتدى الاقتصادي العالمي، فقد انخفضت تكلفة الطاقة الشمسية خلال العشر سنوات الماضية بنسبة 80%.

ونظراً لهذه الكفاءة من حيث التكلفة، أصبحت اليوم محطات ومشاريع الطاقة الشمسية تزود السكان بمعدلات طاقة شمسية أكبر من أي وقت مضى. وفي الفنار للمشاريع، نفتخر بمساهمتنا البالغة 50 ميجاوات في محطة بنبان للطاقة الشمسية، والتي تعد واحدة من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض التحديات العملية الواجب التغلب عليها للوصول إلى أمن الطاقة المتجددة.

فالعالم يشهد فعلاً نمواً هائلاً في التمويل والإنتاج، ولكن الطاقة المتجددة وحدها لا تزال غير قادرة على تزويد مجتمعات بأكملها بما تحتاجه من الطاقة. وعلى الرغم من إمكانية إنتاج الطاقة المتجددة في مناطق مختلفة، إلا أن ضمان تأمين الطاقة المتجددة بشكل دائم قد يكون غير ممكن بسبب التقلبات المناخية.

لقد أثبتت شبكات الطاقة المتجددة المتكاملة فعاليتها في توفير حل مناسب، ولكن هذه التقنية غير جاهزة بعد ولا يمكن نشرها على نطاق واسع.

 

كيف تحقق المملكة العربية السعودية أمن الطاقة المتجددة؟

المملكة العربية السعودية هي أكبر مُصدر عالمي للنفط الخام. ولكن بصفتها مصدراً حيوياً للطاقة على مستوى العالم، تسعى المملكة اليوم لتسخير أحدث التطورات في مجال الطاقة النظيفة لتأمين إمدادات أكثر استدامة من الوقود.

ووفقاً لمبادرة رؤية السعودية 2030، تهدف المملكة إلى توليد 50% من الطاقة من خلال مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030. ولتحقيق هذا الهدف، لجأت المملكة إلى الاستثمار بشكل مكثف في مشاريع البنية التحتية المصممة لزيادة إنتاج الطاقة المتجددة.

وكجزء من رؤية 2030 أيضاً، أطلقت المملكة العربية السعودية العديد من المشاريع الحضرية الضخمة مثل ذا لاين ضمن مشروع نيوم، الذي سيدعم سكانه (المتوقع أن يصل عددهم إلى 9 ملايين) بمصادر طاقة نظيفة 100% باستخدام مجموعة من مصادر الطاقة المتجددة، بما في ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وفي سبتمبر 2022، أُعلن عن بدء أعمال البناء والتشييد في خمسة مشاريع إضافية لتسخير طاقة الرياح والشمس في المملكة، ومن المفترض أن تنتج هذه المشاريع عند اكتمالها 3,300 ميجاوات من الطاقة المتجددة.

وفي الوقت الذي تسعى فيه المملكة لتوسيع نطاق إنتاجها من الطاقة المتجددة، تطمح أيضاً لتصبح أكبر مزود لغاز الهيدروجين على مستوى العالم. تعتمد آلية إنتاج الهيدروجين الأخضر على فصل الماء عن طريق التحليل الكهربائي الذي يولد الهيدروجين والأكسجين، بحيث يتم استخدام الهيدروجين للطاقة، فيما ينساب الأكسجين بأمان عبر الغلاف الجوي. وعلى عكس مصادر الطاقة المتجددة الأخرى، يمكن للهيدروجين الأخضر استخدام احتياطات المياه أو المياه المعاد تدويرها لتوليد الطاقة. وكونه ينشأ عن إمدادات المياه الطبيعية، يعد الهيدروجين الأخضر أداة مثالية لإنتاج الطاقة نظراً لموثوقيته وعدم اعتماده على الأنماط المناخية المتغيرة. بمعنى آخر، يمكن أن يوفر الهيدروجين الأخضر مصدراً مضموناً من الطاقة الخضراء يمكن إنتاجه محلياً وضمن إطار من الموثوقية. 

يعد مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر أكبر منشأة لإنتاج الهيدروجين الأخضر على مستوى العالم، حيث سينتج 600 طن من الهيدروجين النقي يومياً، بالإضافة إلى 1,2 مليون طن من الأمونيا الخضراء. وبشكل عام، سيسهم هذا المشروع في الحد من تأثير 5 ملايين طن من انبعاثات الكربون سنوياً.

علاوة على ذلك، يعد الهيدروجين الأخضر من أقل مصادر الطاقة تكلفة في العالم لا سيما عند إنتاجه بكميات ضخمة. وتتراوح أسعار الهيدروجين عالمياً بين 2 و7 دولار للكيلوغرام الواحد. ولكن نتيجة للإنتاج الضخم في المملكة العربية السعودية، قد يصل سعر الكيلوغرام الواحد من الهيدروجين إلى دولار واحد فقط، مما يجعله مصدر طاقة مستداماً وآمناً وغير مكلف، ويلبي احتياجات المجتمع السعودي الذي يحرص بشكل متزايد على الاستفادة من الطاقة المتجددة.